( ….. ولكنْ هلْ زالتِ اللعنة ُ ؟ وهلْ جفَّ الطينُ ؟ )

( ….. ولكنْ هلْ زالتِ اللعنة ُ ؟ وهلْ جفَّ الطينُ ؟ )

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

من خلال عمل درامي رمضاني هو تجربة ( سامر رضوان الأولى ) مع التأليف والسيناريو والحوار ، أطلَّ علينا مسلسل ” لعنة الطين ” ليبوحَ بما كان ولزمن طويل حبيس الصدور وأسير الملفات .

” لعنة الطين ” التي وسمت مرحلة ليست بالقصيرة هي مرحلة الثمانينيات والتي كان فرساتها محصنين بكل ما يمنع مساءلتهم ومحميين من قبل من يقطع كلَّ يدٍ تحاول ” البحبشة ” في أدراجهم ، حتى جاء الكشفُ ورُفعت عنهم كلُّ حصانة ومُنعت عنهم كلُّ حماية ، وأتى المسلسل ليكشفَ بعض أنواع الفساد ، وليشيرَ إلى بعض المظالم ، ووليعرِّيَ بعضَ الانتهازيين .

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

سمحت الرقابة للمسلسل بأن يفتح ” جوارير ” بعض الفاسدين التي غمرها الغبار ونسج حولها العنكبوت خيوطا ً أكثر تعقيدا ً من زواريب أصحابها ، وسُمحَ للقائمين على العمل بالاطلاع على سجلات المخربين التي كان يُسَجَّلُ فيها كلَّ هفوة وكلَّ جرم وكل احتيال اقترفوه .

انطلق العمل في جو ريفي جميل عفوي بدأت فيه الحكاية هادئة ً في مسارات تعقدت شيئا ً فشيئا ً رسمتْ لنا في نهاية المطاف القصة كاملة ً ، من خلال تصعيد درامي للحدث جاء مفتعلا ً أحيانا ً وتلقائيا ً أحيانا ً أخرى في محاولة من مخرج العمل ( أحمد ابراهيم أحمد ) للمواءمة بين التشويق من جهة والحفاظ على ثوابت الحكاية من جهة أخرى .

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

وكان لقرب القصة من الواقع وشدة التصاقها بالمُعاش الدور الرئيس في الحفاظ على العلاقة بين العمل والمشاهد على مدى شهر كامل ، ولعل اللهجة التي اعتمدها النص والتي نجح الممثلون في تجسيدها إلى حد كبير هي كلمة السر في ذلك ، خلا شخصية ( الخضرجي ) ( عبد الهادي الصباغ ) الذي كان بعيدا ً كل البعد عن اللهجة والذي لم نعد نفهم سرَّ إقحامه في كل عمل سواء كان مناسبا ً للدور الذي سيلعبه أم لا .

وعلى الرغم من صعوبة الخوض في مثل تلك الأعمال التي يمشي فيها الكاتب على حد السكين ، ويتنقل فيها المخرج بين النقاط والحروف بحرفنة ربما يؤدي زلقٌ بسيط فيها إلى زوال العمل رقابيا ً من خلال رفضه أو فنيا ً من خلال عدم قدرته على الاقناع ، إلا أن العمل استطاع أن يَـنـْـفـَذ َ إلى العقول ويفوز بحجم متابعة أقرب إلى الجيد .

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

برزَ الفنان ( فايز قزق ) بقوة فأقنع كعادته ولم يترك مشهدا ً دون أن يذكرنا من خلاله أنه ممثلٌ أكثر من متميز ، كما أدَّت ( كاريس بشار ) دورها باقتدار وجسَّدت شخصية الفتاة اللعوب التي تعشق وتكذب وتنعتق وتثور ثم تنكسر تحت وطأة عرف اجتماعي كان لا بدَّ أن تنصاع له ، أما ( مكسيم خليل ) فقد نجح في العبور من شخصية الشاب الوديع المسالم الطموح إلى شخصية الشاب الحاقد الذي يريد الانتقام لأسرته ولنفسه بشتى السبل ليخرجَ مجدداً من تلك الشخصية ويعود إلى ذاته فيلملم ما تبقى من مبادئ لم تلوثـْها عثراته المتكررة ، وأتقن ( عبد المنعم عمايري ) اللعب على الحبال وإحاكة المكائد وتسميم الأجواء من خلال شخصية المختار ، ولئن أراح ذلك مُخرجَ العمل ، فإنَّه في نفس الوقت يطلق تحذيراً حقيقا ً لهذا الفنان الكبير بأن يحاول أن يبتعد في أعمال مقبلة عن مثل تلك الشخصية كي لا يتسربل بها ويغدو غير قادر على مغادرتها ، الأمر الذي تكرر مع الفنان ( قاسم ملحو ) الذي تكرر ظهوره في مثل تلك الشخصية غير مرة وكذلك ( روعة ياسين ) و ( ضحى الدبس ) التي تنحو باتحاه الواقعية أكثر من غيرها من الممثلات فهي لعبت دور الأم مبكرة ً بالنسبة لأخريات مازلن يلعبن دور العاشقات والطالبات .

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

لعبت باقي الشخصيات أدواراً مكملة على الرغم من خبرتها وطول باعها الدرامي وفي هذا ميزة تحسب للانتاج الذي ربما دفع أكثر .

انتهى العرض ، وأسدلت الستارة ، وبقي سؤالٌ لا بدَّ من طرحه :

- هل زالت ِ اللعنة ُ ؟ – وهلْ جفَّ الطينُ ؟

يسلمو خيتو يعطيك العافيه